فضل سورة التكوير
صفحة 1 من اصل 1
فضل سورة التكوير
فضائل سورة ((التكوير ))
فضائل سورة ((التكوير ))
--------------------------------------------------------------------------------
سورة التكوير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1 وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2 وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3 وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4 وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5 وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6 وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7 وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8 بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9 وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10 وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11 وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12 وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13 عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14 فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15 الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16 وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17 وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18 إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19 ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20 مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21 وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22 وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23 وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24 وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25 فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26 إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27 لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28 وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29
اعد الله صباحكم وصلنا الى سورة التكوير ذات المفردات الرائعة التي طالما الهمت المجودين
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله () قال: من قرء عبس و تولى واذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنات، وفى ظل الله وكرامته وفى
جناته ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى () قال: ومن قرء اذا الشمس كورت أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.
3 ـ ابن عمر قال: قال رسول الله (): من احب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرء اذا الشمس كورت.
4 ـ وروى ابوبكر قال: قلت: يا رسول الله اسرع اليك الشيب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون واذا الشمس كورت.
5 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى ذر الغفارى (رحمه الله) قال: كنت آخذا بيد النبى () ونحن نتماشى جميعا، فمازلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربى أم من مطلعى؟ فذلك قوله عزوجل: " والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبى (): فكأنى بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عزوجل: اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسى، فذلك قوله عزوجل: " جعل الشمس ضياء والقمر نورا ".
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم " اذا الشمس كورت " قال: تصير سوداء مظلمة " واذا النجوم انكدرت " قال: يذهب ضوءها. واذا الجبال سيرت قال تسير كما قال: " تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب " قوله: واذا العشار عطلت قال الابل تتعطل اذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله: واذا البحار سجرت قال: تتحول البحار التى حول الدنيا كلما نيرانا واذا النفوس زوجت قال: من الحور العين.
7 ـ وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر () في قوله " واذا النفوس زوجت " قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، واما اهل النار فمع كل انسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.
8 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله () واذا الموؤدة سئلت بفتح الميم والواو وروى عن امير المؤمنين () " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت ". (1)
9 ـ وفيه ومن قرء " واذا الموؤدة سألت بفتح السين " جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول بأى ذنب قتلت. ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبى () انه يجئ المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيم قتلنى، و اما من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبى جعفر () قال: يعنى قرابة رسول الله () ومن قتل في جهاد.وفى رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.
10 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر () في قوله: " واذا الموؤدة سئلت " يقول: اسئلكم عن المودة التى انزل عليكم فضلها مودة ذى القربى، وحقنا الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موؤدنا بأى ذنب قتلتمونا.
11 ـ في اصول الكافى محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل
بن حسان وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله () حديث طويل يقول فيه (): ثم قال جل ذكره: " وآت ذا القربى حقه " وكان على () وكان حقه الوصية التى جعلت والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة.
فقال: " قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ثم قال: " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت " يقول اسئلكم عن المودة التى نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.
12 ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله () قال: قال أمير المؤمنين (): ايها الناس ان الله تبارك و تعالى ارسل اليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من اولادهم او لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.
13 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: واما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه (1) اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتى وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (2) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على احد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد ابن محمد عن على بن الحكم عن ايمن بن محرز عن جابر عن ابى جعفر () في قوله: " واذا الموؤدة سئلت * بأى ذنب قتلت " قال: من قتل في مودتنا، وقال على بن ابراهيم في قوله: واذا الصحف نشرت قال: صحف الاعمال قوله:
واذا السماء كشطت قال: ابطلت.
15 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وفى رواية سليم بن قيس الهلالى عن سلمان الفارسى وذكر حديثا طويلا وفيه قال على (): ويلك يابن الخطاب لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبوبكر: يا عمر اما اذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال على () لست بقائل غير شئ واحد. اذكركم بالله أيها الاربعة يعنينى والزبير وأبا ذر و المقداد: أسمعتم رسول الله () يقول: ان تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الاولين وستة من الاخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة اذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج (1) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال (): اما الاولين فابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذى حاج ابراهيم في ربه، ورجلان من بنى اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما احدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وابليس سادسهم، والدجال في الاخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخى وتظاهروا عليك بعدى، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول الله ().
16 ـ وعن سليم بن قيس الهلالى قال: قال أمير المؤمنين () للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول الله () يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة:
ووالله ان بعض من سميته لفى تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة اذا اراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله () والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: اى واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم
18 ـ في كتاب كمال الدين و النعمة باسناده إلى ابراهيم بن عطية عن ام هانى الثقفية قال: غدوت على سيدى محمد بن على الباقر () فقلت: يا سيدى آية من كتاب الله عزوجل " فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس " قال: نعم المسألة سئلتنى يا ام هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدى من هذه العترة، يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.
19 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادى عن وهب بن شاذان عن الحسن بن ابى الربيع عن محمد بن اسحاق عن ام هانى قال: سألت ابا جعفر محمد بن على () عن قول الله عزوجل:
" فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قالت: فقال: امام يخنس (2) سنة ستين و مأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان ادركت زمانه قرت عينك
20 ـ عدة من اصحابنا عن سعد بن عبدالله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمدانى قال حدثنا محمد بن اسحاق عن اسيد بن ثعلبة عن ام هانى قال: لقيت ابا جعفر محمد بن على () فسألته عن هذه الاية " فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان ادركت ذلك قرت عينك.
21 ـ في مجمع البيان " بالخنس " وهى النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لانها تجرى في أفلاكها " الكنس " من صفتها ايضا لانها تكنس اى تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها (3) وهى خمسة انجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن على (). والليل اذا عسعس اى اذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى تستر.
(2) اى يستر.
(3) الكناس ـ ككتاب -: بيت الظبى يستتر فيه.
أدبر بظلامه عن على ().
22 ـ في تفسير على بن ابراهيم " والليل اذا عسعس " قال: اذا أظلم والصبح اذا تنفس قال: اذا ارتفع.
23 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا () من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين () في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح اذا تنفس.
24 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله () في قوله: ذى قوة عند ذى العرش مكين قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله مطاع ثم امين قال: يعنى رسول الله () هو المطاع عند ربه الامين يوم القيامة.
25 ـ في مجمع البيان وفى الحديث ان رسول الله () قال لجبرئيل:
ما أحسن ما اثنى عليك ربك " ذى قوة عند ذى العرش مكين * مطاع ثم امين " فما كانت قوتك وما كانت امانتك؟ فقال: أما قوتى فانى بعث إلى مدائن لوط وهى أربع مدائن، في كل مدينة أربعمأة ألف مقاتل سوى الذرارى، فحملتهم من الارض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن واما أمانتى فانى لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره.
26 ـ وفيه عند قوله تعالى: " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " روى أن النبى () قال لجبرئيل لما نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ؟ قال: نعم انى كنت اخشى عاقبة الامر فامنت بك لما اثنى الله على بقوله: " ذى قوة عند ذى العرش مكين ".
27 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبى () في نصبه أمير المؤمنين () علما للناس.
28 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله () قال: من قال في كل يوم من
شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم و أتوب اليه، كتب في افق المبين، قال: قلت: وما الافق المبين؟ قال: قاع (1) بين يدى العرش فيه انهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.
29 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نلقنا عنه قريبا اعنى قوله " علما للناس " قلت وما هو على الغيب بضنين قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله: وما هو بقول شيطان رجيم قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال: وما هو بقول شيطان رجيم مثل اولئك، قلت قوله: فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته () قلت: لمن شاء منكم ان يستقيم قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله: وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين قال: لا المشية اليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.
30 ـ حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السيارى عن فلان عن أبى الحسن () قال: ان الله جعل قلوب الائمة موردا لارادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله: " وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين ".
31 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن امير المؤمنين () يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل اجاب () عما توهمه من التناقض بين قوله: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة " بقوله: فمن كان من اهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة " الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب
فضائل سورة ((التكوير ))
--------------------------------------------------------------------------------
سورة التكوير
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1 وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2 وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3 وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4 وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5 وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6 وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7 وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8 بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9 وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10 وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11 وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12 وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13 عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14 فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15 الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16 وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17 وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18 إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19 ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20 مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21 وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22 وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23 وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24 وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25 فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26 إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27 لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28 وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29
اعد الله صباحكم وصلنا الى سورة التكوير ذات المفردات الرائعة التي طالما الهمت المجودين
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله () قال: من قرء عبس و تولى واذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنات، وفى ظل الله وكرامته وفى
جناته ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى () قال: ومن قرء اذا الشمس كورت أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.
3 ـ ابن عمر قال: قال رسول الله (): من احب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرء اذا الشمس كورت.
4 ـ وروى ابوبكر قال: قلت: يا رسول الله اسرع اليك الشيب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون واذا الشمس كورت.
5 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى ذر الغفارى (رحمه الله) قال: كنت آخذا بيد النبى () ونحن نتماشى جميعا، فمازلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربى أم من مطلعى؟ فذلك قوله عزوجل: " والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبى (): فكأنى بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عزوجل: اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسى، فذلك قوله عزوجل: " جعل الشمس ضياء والقمر نورا ".
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم " اذا الشمس كورت " قال: تصير سوداء مظلمة " واذا النجوم انكدرت " قال: يذهب ضوءها. واذا الجبال سيرت قال تسير كما قال: " تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب " قوله: واذا العشار عطلت قال الابل تتعطل اذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله: واذا البحار سجرت قال: تتحول البحار التى حول الدنيا كلما نيرانا واذا النفوس زوجت قال: من الحور العين.
7 ـ وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر () في قوله " واذا النفوس زوجت " قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، واما اهل النار فمع كل انسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.
8 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله () واذا الموؤدة سئلت بفتح الميم والواو وروى عن امير المؤمنين () " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت ". (1)
9 ـ وفيه ومن قرء " واذا الموؤدة سألت بفتح السين " جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول بأى ذنب قتلت. ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبى () انه يجئ المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيم قتلنى، و اما من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبى جعفر () قال: يعنى قرابة رسول الله () ومن قتل في جهاد.وفى رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.
10 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر () في قوله: " واذا الموؤدة سئلت " يقول: اسئلكم عن المودة التى انزل عليكم فضلها مودة ذى القربى، وحقنا الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موؤدنا بأى ذنب قتلتمونا.
11 ـ في اصول الكافى محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل
بن حسان وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله () حديث طويل يقول فيه (): ثم قال جل ذكره: " وآت ذا القربى حقه " وكان على () وكان حقه الوصية التى جعلت والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة.
فقال: " قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ثم قال: " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت " يقول اسئلكم عن المودة التى نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.
12 ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله () قال: قال أمير المؤمنين (): ايها الناس ان الله تبارك و تعالى ارسل اليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من اولادهم او لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.
13 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: واما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه (1) اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتى وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (2) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على احد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد ابن محمد عن على بن الحكم عن ايمن بن محرز عن جابر عن ابى جعفر () في قوله: " واذا الموؤدة سئلت * بأى ذنب قتلت " قال: من قتل في مودتنا، وقال على بن ابراهيم في قوله: واذا الصحف نشرت قال: صحف الاعمال قوله:
واذا السماء كشطت قال: ابطلت.
15 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وفى رواية سليم بن قيس الهلالى عن سلمان الفارسى وذكر حديثا طويلا وفيه قال على (): ويلك يابن الخطاب لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبوبكر: يا عمر اما اذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال على () لست بقائل غير شئ واحد. اذكركم بالله أيها الاربعة يعنينى والزبير وأبا ذر و المقداد: أسمعتم رسول الله () يقول: ان تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الاولين وستة من الاخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة اذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج (1) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال (): اما الاولين فابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذى حاج ابراهيم في ربه، ورجلان من بنى اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما احدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وابليس سادسهم، والدجال في الاخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخى وتظاهروا عليك بعدى، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول الله ().
16 ـ وعن سليم بن قيس الهلالى قال: قال أمير المؤمنين () للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول الله () يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة:
ووالله ان بعض من سميته لفى تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة اذا اراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله () والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: اى واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم
18 ـ في كتاب كمال الدين و النعمة باسناده إلى ابراهيم بن عطية عن ام هانى الثقفية قال: غدوت على سيدى محمد بن على الباقر () فقلت: يا سيدى آية من كتاب الله عزوجل " فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس " قال: نعم المسألة سئلتنى يا ام هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدى من هذه العترة، يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.
19 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادى عن وهب بن شاذان عن الحسن بن ابى الربيع عن محمد بن اسحاق عن ام هانى قال: سألت ابا جعفر محمد بن على () عن قول الله عزوجل:
" فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قالت: فقال: امام يخنس (2) سنة ستين و مأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان ادركت زمانه قرت عينك
20 ـ عدة من اصحابنا عن سعد بن عبدالله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمدانى قال حدثنا محمد بن اسحاق عن اسيد بن ثعلبة عن ام هانى قال: لقيت ابا جعفر محمد بن على () فسألته عن هذه الاية " فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان ادركت ذلك قرت عينك.
21 ـ في مجمع البيان " بالخنس " وهى النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لانها تجرى في أفلاكها " الكنس " من صفتها ايضا لانها تكنس اى تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها (3) وهى خمسة انجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن على (). والليل اذا عسعس اى اذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى تستر.
(2) اى يستر.
(3) الكناس ـ ككتاب -: بيت الظبى يستتر فيه.
أدبر بظلامه عن على ().
22 ـ في تفسير على بن ابراهيم " والليل اذا عسعس " قال: اذا أظلم والصبح اذا تنفس قال: اذا ارتفع.
23 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا () من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين () في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح اذا تنفس.
24 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله () في قوله: ذى قوة عند ذى العرش مكين قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله مطاع ثم امين قال: يعنى رسول الله () هو المطاع عند ربه الامين يوم القيامة.
25 ـ في مجمع البيان وفى الحديث ان رسول الله () قال لجبرئيل:
ما أحسن ما اثنى عليك ربك " ذى قوة عند ذى العرش مكين * مطاع ثم امين " فما كانت قوتك وما كانت امانتك؟ فقال: أما قوتى فانى بعث إلى مدائن لوط وهى أربع مدائن، في كل مدينة أربعمأة ألف مقاتل سوى الذرارى، فحملتهم من الارض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن واما أمانتى فانى لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره.
26 ـ وفيه عند قوله تعالى: " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " روى أن النبى () قال لجبرئيل لما نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ؟ قال: نعم انى كنت اخشى عاقبة الامر فامنت بك لما اثنى الله على بقوله: " ذى قوة عند ذى العرش مكين ".
27 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبى () في نصبه أمير المؤمنين () علما للناس.
28 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله () قال: من قال في كل يوم من
شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم و أتوب اليه، كتب في افق المبين، قال: قلت: وما الافق المبين؟ قال: قاع (1) بين يدى العرش فيه انهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.
29 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نلقنا عنه قريبا اعنى قوله " علما للناس " قلت وما هو على الغيب بضنين قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله: وما هو بقول شيطان رجيم قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال: وما هو بقول شيطان رجيم مثل اولئك، قلت قوله: فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته () قلت: لمن شاء منكم ان يستقيم قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله: وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين قال: لا المشية اليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.
30 ـ حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السيارى عن فلان عن أبى الحسن () قال: ان الله جعل قلوب الائمة موردا لارادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله: " وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين ".
31 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن امير المؤمنين () يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل اجاب () عما توهمه من التناقض بين قوله: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة " بقوله: فمن كان من اهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة " الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى